شكل موضوع تحسين مناخ الأعمال بجهة الشرق محور يوم دراسي نظم، يوم الخميس بوجدة، بمشاركة مسؤولين وفاعلين في المجال، ويأتي هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من ولاية جهة الشرق، ومجلس جهة الشرق، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق، والبنك الدولي، بتعاون مع جامعة محمد الأول والاتحاد العام لمقاولات المغرب وفدرالية النهوض بالوضعية الاقتصادية للنساء بالمغرب (RESOFEM) تنزيلا للاستراتيجية الوطنية لتحسين مناخ الأعمال بالمغرب.
اللقاء كان مناسبة وفرصة لتعبئة الأطراف والجهات المختصة بخصوص وضع خارطة طريق واستراتيجية متكاملة من أجل تحسين مناخ الأعمال في أفق سنة 2026. خصوصا وأنه يأتي استكمالا للمناظرة الوطنية حول مناخ الأعمال التي انعقدت يوم 15 مارس 2023 بالرباط، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده. ويأتي أيضا لتقوية التعاون والتنسيق بين الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني لتعزيز التمكين الاقتصادي للنساء، باعتبارها رافعة وأداة لتشجيع الاستثمار وخلق فرص الشغل بجهة الشرق.
وقد ترأس أشغال هذا الملتقى الدراسي، السيد معاد الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة انكاد، بحضور عمر حجيرة رئيس مجلس جهة الشرق بالنيابة، ومحمد صابري المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق، ورؤساء المصالح اللاممركزة والعديد من الشخصيات السياسية، الإقتصادية، ومختلف الفاعلين والشركاء.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة – أنجاد، معاذ الجامعي، على أهمية الحوار بين القطاعين العام والخاص، والتزام كافة المتدخلين والفاعلين المعنيين من أجل تحسين مناخ الأعمال كرافعة لتعزيز الاستثمار وخلق فرص الشغل، مبرزا أن الإصلاحات الهيكلية التي عرفتها المملكة مكنت من تحسين مكانتها في هذا المجال، وهو ما يستلزم المزيد من العمل لتحرير كل الطاقات والإمكانات الوطنية، وتشجيع المبادرة الخاصة، وجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وأشار إلى أن جهة الشرق، بفضل موقعها الاستراتيجي، وسرعة تطورها، تبرز حاليا كبوابة طبيعية للأعمال نحو إفريقيا والعالم العربي وأوروبا؛ وهو ما يجعل جودة مناخ الأعمال أداة حاسمة بالنسبة لهذه الجهة لمواصلة تعزيز الاستثمارات في مختلف القطاعات كالصناعة، والطاقات المتجددة، والصناعات الغذائية، والأوفشورينغ، واللوجستيك، والسياحة والتجارة، وقطاع المعادن وغيرها.
وشدد السيد الجامعي على أن جهة الشرق مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى تحسين مناخ الأعمال لتعزيز قدرتها التنافسية ودعم نموها الاقتصادي وتحسين عرضها لتشغيل الشباب.
بدوره، أبرز السيد عمر حجيرة رئيس مجلس جهة الشرق بالنيابة، أن هذا اللقاء يعد مناسبة لاستحضار كل المجهودات المبذولة على مستوى الجهة والتحولات الكبرى التي عرفتها، وكذا الوقوف على حجم الاستثمارات بها، وأيضا فرصة لمناقشة كل ما يمكن أن يحسن من جاذبية الجهة و كدا تقييم تنزيل توجهات خارطة الطريق السابقة على مستوى الجهة. وهو والإشادة بالإصلاحات المهيكلة التي مكنت بلادنا من تعزيز جاذبيتها وإشعاعها على المستوى القاري والدولي، وهي كلها عوامل حفزت الجهات على الانخراط في هذه الدينامية العامة عبر إحداث لجن جهوية لمناخ الأعمال. كما تحدث السيد عمر حجيرة عن اهم البرامج التي اطلقها مجلس جهة الشرق، والتي تهدف الى تحسين مناخ الاعمال، مبرزا ان المجلس كان ولازال يضع الاستثمار في صلب اهتماماته وأولويات اشتغاله.
من جهتها، أشارت ممثلة وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، غيثة محفوظي، إلى أن الحكومة تراهن على تحسين جودة الخدمات العمومية كرافعة لتسهيل وتبسيط المساطر وتطوير الخدمات العمومية والرفع من جودتها باعتبارها لبنة مركزية في تسهيل عملية الاستثمار حيث أشارت إلى أن تسهيل عملية الاستثمار تعتبر المدخل الرئيسي لتسريع الإقلاع الاقتصادي بمختلف جهات المغرب، عبر تنزيل مناخ الاستثمار داخل المجال الترابي الجهوي، في أفق خلق استقرار أنظمة اقتصادية ومستدامة جهويا.
اللقاء كان مناسبة كذلك، قدمت فيه دانييل هنكل سيدة أعمال كندية من أصل مغربي نظرة دولية حول ريادة الأعمال النسائية. في حين سلطت اصباح الشرايبي، الرئيس المؤسس لجمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، الضوء على التنسيق الضروري الذي يلزم من أجل تقوية وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة.
وقد تميز هذا اللقاء، الذي نظم بعنوان “تحسين مناخ الأعمال، باعتباره رافعة وأداة لتشجيع الاستثمار وخلق فرص الشغل بجهة الشرق”، مناسبة لتبادل الأفكار وتقاسم وجهات النظر بين الفاعلين من القطاعين العام والخاص في أفق تحديد الإجراءات الكبرى ذات الأولوية التي يتعين تنفيذها فيما يتعلق بتحسين مناخ الأعمال بتأطير أربع ورشات موضوعاتية تمحورت أساسا حول تحسين الظروف الهيكلية لعملية الاستثمار وريادة الأعمال، وتعزيز التنافسية الجهوية، وتطوير المناخ المناسب لريادة الأعمال والابتكار، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني لتعزيز التمكين الاقتصادي للنساء. أطرها أساتذة وخبراء في مجال الإقتصاد والأعمال لخصت أهم المتطلبات الواجب توفيرها من أجل تحسين مناخ الأعمال على مستوى جهة الشرق، التي تعتبر جهة رائدة ومتميزة، ولها من المؤهلات ما يجعلها جهة اقتصادية مهمة وقاطرة لتنمية اقتصادية شاملة مقارنة مع باقي الجهات.
هذا، وقد اختتم السيد محمد صابري، المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق، أشغال اللقاء الدراسي، بتقديم اهم مخرجات ورشات العمل. حيث أبرز في عرضه المقدم “التوجهات الكبرى التي سيرتكز عليها مناخ الاعمال بجهة الشرق